هنالك من يقول تطوع في مجالك وتخصصك، وهنالك من يرى بأن تتطوع في أي مجال. من خلال تجربتي وجدت أن كلا القولين على حق، فالتنوع في العمل التطوعي خاصةً للصغار يزيد من فرصة اكتشاف الذات والتعرف على القدرات وقد يصل للقدرة الفريدة والشغف من خلال عمل تطوعي، والتطوع في مجال التخصص له مميزات أيضًا من التمكن أكثر في التخصص والوصول لابتكارات وإسهامات في مجالك.
ومن تجربتي الشخصية أدوّن سبعة أمور مستفادة وهي:
1- الأثر النفسي للعمل التطوعي
للعمل التطوعي أثر لمسته في أكثر من جانب في حياتي، فعلى صعيد الجانب النفسي هنالك إشباع يكون للعديد من الحاجات النفسية منها الجانب الأخلاقي المرتبط بالدين وعمل الخير، وجانب الإنجاز والنجاح الذي بدوره يدعم الاحترام والتقدير الذاتي خاصةً وأن هنالك قيمة تقدمها وتعمل عليها بالإضافة إلى جانب الانتماء والحب والإنسان بطبعه يميل إلى الانتماء لجماعة يقدم معها إضافة ومساهمة إيجابية للمجتمع والعالم.
أيضًا من خلال العمل التطوعي هنالك أزمات ومواقف مختلفة تجعل ضبط الانفعال ضرورة والتحكم والسيطرة على النفس شيء يتم تعلمه والتدرب عليه من خلال هذه الأحداث، وكذلك أنواع من البشر مختلفة أنماطهم الشخصية، كل هذا يستدعي تطوير الشخصية من خلال التعلم والقراءة وكذلك تهذيب الأخلاق.
2- تفريغ الطاقة، وشغل وقت الفراغ
تمر أوقات الفراغ والقرار بيدك؛ لذا قررت أن أشارك بما استطيع بحيث أفرغ طاقتي وأقضي على هذا الفراغ بما يستفاد وفي خدمة المجتمع، وكذلك إشراك غيري في هذه المشاريع لتعم الفائدة وحتى نكون جميعًا فخورين بما نقدمه من عطاء.
* الفرق بين متطوع مستعد، وصناعة متطوع
المساهمة في بناء المجتمع ومساعدة الآخرين كل ذلك يتطلب استعدادًا ودافعًا شخصيًّا ونظرة إيجابية عند المتطوع، وهذا ما لمسته بشكل شخصي أثناء إعداد فريق للعمل التطوعي تجاهلت فيه الرغبة الحقيقية للمتطوعة والاستعداد للعمل بحب وإدراك لأثر ذلك، أما صناعة المتطوع ربما هي جهود ضائعة وغير مجدية، وقد تسبب لك بعض الإشكاليات من اتهامك باستغلالك له، وهذا بعيد كل البعد عن مقاصد العمل التطوعي ونادر أن يصدر هذا من المتطوع المستعد.
ربما فكرة “صناعة المتطوع” عند الطفل ممكنة أكثر من خلال أفكار مختلفة:
- سؤال الطفل قبل النوم: ما العمل التطوعي الذي قمت به اليوم؟ أو الذي ستقوم به غدًا؟ بحيث يستعد في يومه الجديد لهذا.
- اطلب منه القيام بعمل تطوعي يوميًّا لمدة (10) أيام وكافئ الطفل على هذا بمحبوباته كالذهاب للبحر أو شراء لعبه له.
3- بناء المهارات
من خلال العمل التطوعي وجدت أن كثيرًا من المهارات تتعرف عليها وأنت في العمل التطوعي مهارات التواصل والقيادة والاستماع والحديث التنظيم والتنسيق ستجد نفسك وكأنك موظف للعلاقات العامة ووسيط بين الجهات خصوصًا إذا أسست فريقًا ستجد أنّ مهاراتك في ازدياد، وربما ستدرس بعض المهارات التي تخدم برامجك، فعني تعلمت المونتاج لتقديم فيديوهات وتعلمت مهارات الصوتيات من “مكسر وميكروفونات”، وإعداد مقطوعات صوتية مستعينة بالبرامج الصوتية، الإشراف على المسرح والمشاهد التمثيلية هذا بالنسبة للبرامج التثقيفية فهي مرتبطة بالفن كوسيلة للإبداع في الطرح.
4- اكتشاف الذات
من خلال العمل التطوعي أنت تدخل في اختبارات اكتشاف الذات و”اعرف نفسك” بشكل عملي وتطبيقي، وأيضًا حين تقوم بالاختبار لن تقف عاجز عن الإجابة فأنت تمتلك الإجابة الصحيحة، وذلك لأنك خضت العديد من التجارب والمواقف التي تجعلك تعرف مثلًا إذا كنت تحب العمل الجماعي أم بمفردك؟ ما الذي يحزنك؟ وما الذي يفرحك؟ هواياتك واهتماماتك.. وغيرها من الأسئلة.
5- يفاجئك في حياتك المهنية
أثناء العمل في الحياة المهنية وجدت العديد من المواقف المشابهة والتي سبق وأن مررت بها، فكانت هذه بالنسبة لي مفاجآت سارة تجعلني أكثر ثقة بنفسي وقدراتي أتمسك أكثر في الحث على العمل التطوعي، فأكثر الموظفين المتميزين عادةً كانوا ممارسين للعمل التطوعي منذ الصغر.
6- حل لمشكلاتك
في العمل التطوعي وجدت من جاء للعمل بعد أزمة أو مشكلة تعرض لها وحتى من يريد أن يحارب الاكتئاب أو القلق والتوتر بهذه الخدمة المجتمعية هو يشغل نفسه عن البقاء في حيز المشكلة، بالإضافة للفوائد المتمثلة بإحساس السعادة بعد العطاء والحماس الذي يكون أثناء العمل وقبله.
7- الثمرة
أكثر ما يجعلني أستمر وأواصل تقديم الخدمات التطوعية هي الثمرة، فحين أسمع من المستفيدين تأثير البرنامج المقدم لهم، والفرق الذي يحدثه في حياتهم هذه الثمرة تجلب السعادة.
وفي النهاية الفائدة من العمل التطوعي أكثر من أن أحصرها في هذه النقاط السبعة ولكن إذا أردت العمل التطوعي فهنالك جانب يخص اهتمامك، ومجالك، وما تمتلكه بحيث تقدم عملك التطوعي من خلاله، أو جانب آخر من العمل التطوعي وهي المساعدة المتنوعة في كل مجال: للبشر والحيوان والنبات والبيئة وغيرها.